حديـث الغربـ ـ ـ ـاء

قال لهـا :
- ياغريــبة .. عيونك تحاكيـني بحـزن
اجابت بابتسامة باهتة :
- لكنني سعيـدة
- العيـون لا تكذب
- ربمـا عيـوني تحترف الخداع
- لا أظن انها قادرة على ذلك ..
- لم لا ؟!
- لأنني أشعر بها
- لا أظن أنك قادر على ذلك ..
- لم لا ؟!
- لو كنت تشعر بها .. لعرفت مابالها
- أعرف أنها حزيـنه .. وأعرف أنها لا تكذب !
- إذن عيـوني حزينة لكنني أتقن الكذب
نظر إليها بابتسامة هادئة وهمس لها :
- لا أظن أنك قادرة على ذلك !

اقتربت بتردد وبعد لحظات من الصمت قالت له :
- أيها الغريب .. حضورك يربكني
- لماذا ؟!
- لأنك تراني دون رتوش
- أحب أن أراكِ بكل حالاتك
- وأنا لا أحب أن تراني إلا بأبهى حالاتي
- هل أتراجع قليلاً ؟!
- لا أدري ..
- هل تريدين مني الابتعاد ؟!
- لا .. لا أعلم
- هل تفضلين بقائي رغم شعورك المرتبك ؟!
اجابت وهي تحرك خصل شعرها بعصبية :
- أرأيت .. بوجودك لا أعلم حقاً ماذا أريد .. أنت تربكني !!
نظر إليها بابتسامة واثقة :
- إذن كفي عن المقاومة !!

في لحظات من الصمت كان كلاً منهما بمقابل الآخر ..
أصابعه القلقة تثير وتيرة ترقب في الأجواء .. ونظراتها الحائرة تخاف أن تقع على صفحة ملامحه ..
قال لها :
- ياغريبة .. لماذا تخافين النظر إلي ؟!
أجابت بتردد :
- أنا لا أخاف !
- لكنك لا تنظرين إلي
- بلى .. ها انا أراك
- قلت لكِ .. لا تعرفين الكذب
- قلت لكَ .. يربكني حضورك !
ابتسم و كأنه يسرق منها لحظة انتصار ..
- لماذا لا نقـولها ؟!
- نقول ماذا ؟!
- الحقيــقة
- لا أدري .. ربما الظن يعطينا حلاوة نحتاجها
- هل تخافينها ؟!
- قلت لك أنا لا أخاف !
- إذن قوليـها
- اقول ماذا ؟!
- الحقيـــقة !!
- ربما تكون مجرد وهم
- لا بأس أود أن أجازف
- لماذا .. هل تخاف ؟!
- نعم .. أخاف مما لا أعرف
- لكنني أيها الغريب أخـاف مما أعرف !
ابتسم باستهزاء ..
- لكنك لا تخـافين !