الموعد الأخيـر ..

الموعد الأخيــر ..

" للخيانه وجه مشرق .. أحياناً "

لا ادري ماذا سأقول له هذه الليلة ..
كيف سأفسر استدارة الخاتم الماسي في إصبعي ..
كيف أقولها له دون أن أجرحه ؟!
"سأبتعد عنك .. رغماً عني لكن باختياري "
هه .. أتتخيل لقد اخترت بعدك ..!

بأنامل مرتبكة ابحث عن قرطي الذهبي .. ذاك الذي أهديتني اياه
ولم تشرح المناسبة .. مثلما لم تشرح شعورك نحوي على الإطلاق!

تعطيني من فؤادك ما استطعت..
لكن أنت كما أنت .. تبخل علي الشعور بالراحة
ولا أعرف من أكون في حياتك حقاً .. أو بالأحرى .. ماذا كنت ؟!

أَتذكـُر .. عندما أمسكت بيدي لنعبر شارعاً ما ..
أحسست بيدك تحتضن أناملي
وتهاوت كفي بهدوء على راحتك .. لمستني .. وأحسست بك
رأيتك تغمض عينيك وتبتسم ..
تسرق مني لحظة ارتباك..
وتسرق من داخلك صدفة أحببتَ الشعور بها
لكنك التفت إلي ..
نفضت الابتسامة عن وجهك .. كما يدك التي تأرجحت مبتعدة عني
ودون أن تعتذر .. دون أن تبرر .. تركتني وذهبت !

الغموض يملأ فؤادك مثلما ملأت حياتي ارتباكاً
تعبر بداخلي كـ دمي .. انتماؤك فيّ .. وأنت تعلم
لكنك لم تجرؤ على البوح يوما .. او حتى على الكذب !

لماذا كنت صادقاً لهذا الحد .. بريئاً ولا مبالياً لهذا الحد ؟!!
وكيف تغلف نظراتك نحوي بتهذيب لا يروق لكلانا ؟!

ألومك دوماً على قسوتك .. وألوم ذاتي على تقبل ذلك !

لكن لم يعد لي مجال للقبول الآن .. حان الوقت لأبتعد
ولا أدري حقاً .. هل اقتربت بالشكل الكافي لفؤادك بعد .. أم لا ؟!

وجدته !
هاهو.. قرطي الذهبي ..
أرتديه وأنا اعلم تماما انه ليس ملائماً لهذه المناسبة
لكني تعودت عليه ..
أضعه كلما شعرت بالحزن .. وأشعر معه بوجودك قربي كي أرتاح

والآن ..
أرتديه حتى تكون قريبا مني بالدرجة الكافية لأبتعد عنك !!

نظرة أخرى في المرآة ..
لأرى هل سأبدو أكثر جمالاً هذه الليلة
هل سيكون موعدنا الأخير .. موعد لا ينسى !

أرتدي الأسود .. لأنه حزين جداً كما أنا ..
وأرتدي أقراطي الذهبية حتى تعلم بأنني لم أنسك تماماً ..
وخاتمي الماسي لأخبرك .. بأنني خنتك .. وسأتجه لشخص غيرك !

نظرة أخيره في المرآة ..
دموعي تحول بيني وبين صورتي
أرى لمعة الماسة في أصبعي .. كم أمقتها !
نزعتها من يدي ..
كأني أنقذ أحاسيسي من حكم الإعدام في اللحظة الأخيرة
رميت أقراطي الذهبية على المرآة .. وبكيت .. وبكيت .. وبكيت

دموع .. وقطرات الدم مكان الأقراط في أذني
بقايا المرآة .. وألم .. الألم هو كل ما يجتاحني الآن ..ويجتاحني بقسوة !

أكرهك ..
كما لم اكره أحداً غيرك في الوجود
وأهواك ..
بقدر المسافة التي فرضتها بيننا بقسوتك وبرودك !

لكني قررت الآن ..و لن أتراجع ..
سأتجه لمرآة أخرى .. أعدل من تبرجي قليلا
لا زلت مصرة بأن ألقاك وأنا أكثر جمالاً حتى وإن بدوت أكثر حزناً

أبحث عن خاتمي الماسي .. وجدته ملقى بين الأقراط ..
انتشلته من بينها .. وأعدته لأصبعي بهدوء ..
احتضنت ذلك الخاتم بين أناملي .. هو حارسي الآن
سيمنعني منك ومن مشاعري الساذجة .. ويحتويني ببرودة أحتاج لها

اتجهت لذلك المقهى ..
أنت هناك كما أنت دائماً .. مشرق بابتسامة تمدني بالحياة
وغارق بين أوراقك وأغنيات فيروز
وكعادتها .. تغني لأجدني بين صوتها و الألحان

أهواك ..
ولي قلب ..بغرامك يلتهب
تدنيه .. فيقترب
تقصيه فيغتـرب
في الظلمة يكتئب .. ويهدهده التعب
فيذوب وينسكب كالدمع من المقل
أهواك .. أهواك .. أهواك بلا أمل ِ ..!

- مساء الخير ..
ويمرر يده بسرعة على كفي
يتوقف عند الماسة قليلا ..اشعر به يرتبك ..
- لم أتوقع أن تأتي .. كدت أن أذهب
- أعلم لقد تأخرت .. أنا آسفه
- حسن .. ماذا لديكِ .. ما هو الخبر الهام الذي تأخرت من أجله ساعة كاملة ؟!

ارتبكت حقا .. مررت بيدي على شعري ..
تحسست أذني بحثا عن أقراطي .. كأني أود أن استعين بها الآن ..
لكن لا شيء معي سوى .. هذا الخاتم ..
تمسكت به .. كدت أن أخرجه من أصبعي ..لكنني أرجعه
تمتمت ..
- إنني.... لقد .... امممم ... وددت أن أقول. ..

ولم أعرف ماذا اقول .. !

كان ينظر إلي .. ينظر للدبلة المتأرجحة في أصبعي
لم ينقذني هذه المرة .. ولم يكمل الجملة عني ..
إنما لملم أوراقه بهدوء .. اقترب مني .. ترك قبلة على جبيني
و قبل أن يرحل قال لي ..

- تبدين جميلة هذه الليلة ..

و ابتسم !

6-8-2007
[/size]